المسلمين العكس أن يكون لهم القوة في الأرض، الله خلق الأرض وما فيها للمسلمين والله أعطى المسلمين قوة في الإيمان وقوةً في المال، الثروات الآن عند المسلمين لكنهم يعطون هذه الثروات وما عندهم من المعادن للكفار، فلو أن المسلمين استغلُّوا هذه المعادن وهذه المنتجات في صالحهم وقوتهم لهابهم العدو ولأعدوا القوة التي أمرهم الله بها ﴿وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ﴾ لأن الخيل لا يستغنى عنها في كل زمان قال صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([1])؛ ولأنها قد تتعطل هذه الآليات وهذه الأسلحة، يأتي عليها يوم وتتعطل، والخيل موجودة ومتوفرة فهي دائمة بأيدي المسلمين، فعلى المسلمين أن يعدوا العدتين عدة القوة والسلاح وعدة الخيل كما أمر الله جل وعلا بذلك، ثم على المسلمين أن يلحُّوا على الله بدعاء أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يخذل أعداءه فإن الله قريب مجيب والدعاء سلاح المؤمن، النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر لما تقابل الجيشان جيش المسلمين وجيش العدو، والكفار أكثر من المسلمين وأقوى من المسلمين ماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم قام كل الليل، كل الليل يدعو ربه ويتضرع إلى الله عز وجل لم يذق نومًا في هذه الليلة يدعو ربه، ويتضرع إليه ويلح على الله بالدعاء ثم ماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة أن الله استجاب له ونصر المسلمين وأذل الكافرين ﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [آل عمران: 13] وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لما اشتد الأذى من المشركين على المسلمين الذين
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2695)، ومسلم رقم (1871).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد