من أجلها سلط الله عليهم عدوهم لا بد من هذا، لا بد من وقفة صادقة مع
أنفسنا، مع أعمالنا وإلا فإن العدو سيتسلط علينا أكثر وأكثر هذه سُنَّة الله جل
وعلا في عباده ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ [الرعد: 11]، فنرجع باللوم
على أنفسنا أولاً ونغير ما فسد من أعمالنا ونغير ما حصل من الخلل فيما بيننا وبين
الله سبحانه وتعالى في تعاملنا مع الله جل وعلا حتى يصلح لنا أحوالنا ويرد لنا
عزَّنا.
يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن أمةٌ أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّ بغيره أذلنا الله» فننظر موقفنا مع الإسلام الذي لا يخفى على أحد وكل يصلح حاله ويسعى في إصلاح غيره، الدين النصيحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ ولكتابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ([1])، لا بد من هذا، وأيضًا علينا أن نعد العدة التي أمرنا الله بإعدادها كما قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ﴾ [الأنفال: 60] فإذا رأى العدو عندنا قوة هابنا لأن عندنا قوتين قوة الإيمان وقوة السلاح فهذا مما يرهب العدو ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ وهذا في كل زمان بحسبه والمسلمون عندهم استطاعة في إعداد القوة، عندهم استطاعة مادية وبدنية ولكنهم غلب عليهم الكسل والخمول، بماذا سبق الكفار إلى القوة والصنعة إلا لأنهم جدُّوا في هذا الأمر وطلبوه ولم يتكاسلوا أما المسلمون فإنهم تكاسلوا وتباطؤوا وتخاذلوا وانشغلوا بأنفسهم فآلت حالهم إلى الضعف وصاروا تحت رحمة العدو، والواجب على
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد