قَالُوٓاْ
أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ
رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ
كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ ١٢٩﴾ [الأعراف: 128، 129] ثم إن الله أمر موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر
فخرجوا بأمر الله عز وجل بقيادة موسى عليه السلام فلما علم فرعون بخروجهم استنفر
جنوده وقواته وخرج في أثرهم ليقضي عليهم وكانت هذه هي النهاية لفرعون وقومه
فأدركوهم عند شروق الشمس عند البحر، البحر أمامهم والعدو من خلفهم ﴿فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ
قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ ٦١ قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ
٦٢﴾ [الشعراء: 61، 62] فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب البحر بعصاه
فانفلق، تجمد البحر ويبس وصار طرقات على قدر قبائل بني إسرائيل لئلا يتزاحموا في
الطريق فسلكوا مع هذه الطرق طريقًا يبسًا لا يخافون دركًا ولا يخشون غرقًا فلما
تكامل خروجهم دخل فرعون وجنوده في أثرهم ولما تكامل فرعون وجنوده في البحر أطبقه
الله عليهم وأغرقهم عن آخرهم وبنو إسرائيل ينظرون إليهم ثم أهلك الله فرعون وقومه
ومكَّن الله موسى والمسلمين معه وقامت دولتهم وسقطت دولة فرعون وتحقق وعد الله ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ
عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ
وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾ [القصص: 5] قال تعالى: ﴿وَأَوۡرَثۡنَا
ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا
ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ
إِسۡرَٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ
وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ﴾ [الأعراف: 137].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وإياكم
بما فيه من البيان
والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي
ولكم ولجميع
المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور
الرحيم.
***
الصفحة 6 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد