×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

فيهم فرعون ووزراؤه وحاشيته فطلب موسى من السحرة أن يعرضوا ما عندهم فملؤوا الوادي من الحبال والعصيِّ التي تتحرك كأنها حيات وهي في الحقيقة سحرٌ تخييلي وليست حياتٍ وإنما هي سحر يخيل إلى العيون والقمرة التي تخيل إلى العيون الأشياء على خلاف حقيقتها حيث حشوا العصي والحبال بالزئبق وجعلوها كأنها تتحرك ثم إن الله جل وعلا أوحى إلى موسى أن ألقِ عصاك فألقاها فصارت حية عظيمة التهمت كل ما وضعوه في الوادي وكادت أن تأتي على القوم كلهم فتلتهمهم فطلبوا من موسى أن يكفَّها عنهم فأخذها موسى وعادت عصا بيده، وعند ذلك أدرك السحرة أن هذا ليس هو السحر لأنهم يعرفون السحر وأن هذا آية من آيات الله فآمنوا بالله عز وجل وأعلنوا إسلامهم ﴿وَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ ١٢٠  قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٢١ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ١٢ [الأعراف: 120- 122]، ثم هدَّدهم فرعون بأشد العقوبة بأن يصلبهم على جذوع النخل وأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ ولكنهم ثبتوا على الإيمان و ﴿قَالُواْ لَن نُّؤۡثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَاۖ فَٱقۡضِ مَآ أَنتَ قَاضٍۖ إِنَّمَا تَقۡضِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَآ ٧٢  إِنَّآ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغۡفِرَ لَنَا خَطَٰيَٰنَا وَمَآ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَيۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ وَٱللَّهُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ٧٣  إِنَّهُۥ مَن يَأۡتِ رَبَّهُۥ مُجۡرِمٗا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ ٧٤  وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ ٧٥  جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ ٧٦ [طه: 72- 76] فاندحر فرعون وبطلت مكيدته وفشل أمام الناس فما كان منه إلا أن تسلط على بني إسرائيل بالجبروت والذلة والهوان فشكوا إلى موسى عليه السلام ما يلقون، فقال لهم موسى عليه السلام: ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ١٢٨


الشرح