×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

حتى تخضلَّ لحيته بالدموع فيسألونه عن ذلك فيقول: القبر هو أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه. وسمعتم أن المؤمن يفتح له بابٌ إلى الجنة والكافر يفتح له بابٌ إلى النار، هذا عذابٌ معجلٌ في القبر وما بعده أشد منه، بعده البعث والنشور يقوم الناس من هذه القبور لرب العالمين حفاة عراةً غرلاً يحشرون في صعيد واحدٍ أولهم وآخرهم القدم على القدم من شدة الزحام تدنو منهم الشمس ويأخذ منهم العرق في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يأتي الحساب والمناقشة ثم يأتي وزن الأعمال ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢  وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣ [المؤمنون: 102، 103] ثم يأتي تطاير الصحف فمنهم من يأخذ كتابه بيمينه ومنهم من يأخذ كتابه بشماله والعياذ بالله، ثم يأتي المرور على الصراط والصراط جسر منصوب على متن جهنم أدق من السيف وأحر من الجمر يمر الناس عليه على قدر أعمالهم منهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوًا ومنهم من يمشي مشيًّا ومنهم من يزحف زحفًا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم، ثم بعد ذلك ثم بعد المرور على الصراط يوقفون فيقتص للمظلومين من الظلمة فإذا ذهبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة وأما الكفار فهم في النار من أول وهلة والعياذ بالله، ثم يؤتى بالموت فيذبح على صورة كبشٍ فيؤتى به فيذبح بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت وليس المراد أن الذي يذبح هو ملك الموت وإنما هو الموت يصوِّره الله جل وعلا -والله على كل شيء قدير كما أن الأعمال 


الشرح