«قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّهَا لَكَافِيَةٌ» ([1])، هذه النار التي عندنا كافية لا نطيقها فكيف بالنار التي هي أحر منها بتسع وستين مرة وهذه النار جزء واحد من سبعين جزءًا من حرارتها، فاتقوا الله -عباد الله- وتذكروا أحوالكم ومآلكم تذكروا الموت وسكراته، تذكروا القبر وما تلاقون فيه من سؤال الملكين وما يعقب ذلك من كون القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ما من ميت يوضع في قبره إلا ويأتيه ملكان فيقعدانه وترد روحه إلى جسده فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ المؤمن يقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمدٌ صلى الله عليه وسلم لا يتلكأ في هذا ولا يغيب عنه هذا الجواب بل يجيب على الفور لأنه مؤمن مات على الإيمان فينادي منادٍ أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة ويُمدُّ له في قبره يوسَّع له في قبره مدَّ بصره فيصبح في روضةٍ من رياض الجنة. وأما المنافق الذي كان يعيش مع المسلمين في هذه وهو على غير الإيمان وإنما يتظاهر بالإسلام والإيمان وقلبه كافر جاحد فإذا سئل قيل له: من ربك؟ قال: هاه، هاه لا أدري، لا يدري من ربه، ما دينك؟ هاه، هاه لا أدري وهو في الدنيا يقول: أنا مسلمٌ، لكن في القبر يقول: لا أدري. من نبيك؟ هو في الدنيا يقول للنبي صلى الله عليه وسلم أشهد أنك لرسول الله، لكن في القبر يقول: هاه، هاه لا أدري. فينادي منادٍ أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابًا إلى النار فيضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه فيصبح في حفرة من حفر النار، فالقبر هو أول منازل الآخرة إن نجا منه فما بعده أيسر منه وكان أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على القبر بكى
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2843).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد