الناس على أحوالٍ مختلفةٍ منهم من يأخذه بالمرضِ، ومنهم من يأخذه بموت
الفجأة ومنهم من يأخذه بالحوادث المروعة، ومنهم من يموت على فراشه، ومنهم من يموت
وهو يأكل أو يشرب، ومنهم من يموت وهو على لهوٍ وغفلةٍ. إن هذا الموت إذا جاء لا
يؤخَّر ولا يدري أحدٌ متى يأتي الموت فكونوا على أُهبة الاستعداد لهذا الموت الذي ما
طلب أحدًا فأعجزه ﴿قُل لَّوۡ كُنتُمۡ
فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ
مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾ [آل عمران: 154] ﴿أَيۡنَمَا
تَكُونُواْ يُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ﴾ [النساء: 78] فكونوا على
أُهبة الاستعداد للرحيل الرحيل الذي لا رجوع منه : ﴿وَتَزَوَّدُواْ
فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [البقرة: 197].
ومن المذكِّرات العظيمة في هذه الدنيا النار التي توقدونها، ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي
تُورُونَ ٧١ ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشُِٔونَ
٧٢ نَحۡنُ جَعَلۡنَٰهَا تَذۡكِرَةٗ وَمَتَٰعٗا
لِّلۡمُقۡوِينَ ٧٣﴾ [الواقعة: 71- 73] هذه النار التي توقدونها خلقها
الله لفائدتين عظيمتين:
الفائدة الأولى: أنكم تنتفعون بها بالطبخ
والدفء والإضاءة وغير ذلك مما لا يخفى.
الفائدة الثانية: وهي أعظم تذكرةٍ للمتقين حرُّ هذه النار لا
يطيقه أحد بل لا تطيقون القرب منها فكيف لو تناولت عضوًا من أعضائكم كيف لو غمرَت
النار أحدكم يموت في لحظةٍ من شدة حرها وأنتم لا تطيقون القرب منها نار جهنم أشد
حرًّا كما قال جل وعلا: ﴿وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ
جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ﴾ [التوبة: 81] وجاء في الحديث الصحيح: «إِنَّ
نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ»، يعني
أن نار جهنم أشد حرارة من هذه النار تسعًا وستين مرة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد