من وقف مع ابنه هذا الموقف وتابعه هذه المتابعة؟ أو أنكم لا تدرون عن شيءٍ
إلا إذا أعلن عن اسمه أنه في القتلى أو في السجن ثم ماذا بعد ذلك الحسرة والندامة
والخيبة والخسارة والسبب في هذا أنك أهملته وضيعته فهذه نتائج الإهمال وهذه نتائج
الغفلة، كثير من الناس إنما هو مشغول بأمواله وجمع الأموال وتنميتها ولا يسأل عن
أولاده، هذا من الأسباب التي أتاحت الفرصة لضياع الأولاد وأتاحت الفرصة للأشرار أن
يتلقفوهم وأن يلقنوهم هذه الأفكار وهذه الأخلاق، كذلك من الجرائم التي تنتج عن
إهمال الأولاد فساد أعراضهم والطفل إذا نشأ على فساد العرض وشب عليه فلا فائدة منه
بعد ذلك؛ لأنه خرَّب عقله وخرب جسمه ونشأ على الجريمة وألفها، الأشرار يهددونه إذا
لم يصاحبهم إذا وقع معهم أول مرةٍ هدَّدوه لو تخلى عنهم لأنهم سيفضحونه وسيكشفون
أمره فيضطر إلى أن يتابعهم، فهذه جرائم عظيمة وأخطار كبيرة تعج في المجتمع يجب على
الآباء أن يتنبهوا لها وأن يعلموا أن أولادهم مسؤولية في أعناقهم قال الله جل وعلا:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ
عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ
وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم: 6] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ
وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَْمِيرُ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ
عَنْ رَعِيَّتِهِ، صَاحِبُ الْبَيْتِ راعٍ في بَيْتِهِ ومَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ
رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»
([1]). حافظوا على أولادكم فإن الخطر شديد والشاعر يقول:
ومَن رعى غنمًا في أرض مسبعةٍ *** ونام عنها تولى رعيها الأسد
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد