قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ([1])، فكما يحبون الخير لأنفسهم يحبونه لإخوانهم وكما يكرهون الشر لأنفسهم يكرهونه لإخوانهم فلا يرضى أن يرى أخاه على خطأ في دينه ويسكت عنه لأن هذا ضرر عليه فيجب أن ينقذه منه وأن يبعده عنه، «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([2])، وليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخلاً في أمور الناس كما يقوله أهل النفاق وإنما هو طاعة لله ورسوله ونصيحة للمؤمنين، وتركهم من غير أمر بالمعروف ونهي عن المنكر غش للمؤمنين لا يليق بمسلم ﴿وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [التوبة: 71] أما المنافقون فإنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142] ﴿وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ [التوبة: 71] التي فرضها الله عليهم في أموالهم حقًّا لإخوانهم الفقراء والمساكين ﴿وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [التوبة: 71] هذه صفة المؤمنين والمؤمنات أنهم يطيعون الله ورسوله فيما أمر به الله ورسوله ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ﴾ [الأحزاب: 36] ﴿أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ﴾ [التوبة: 71] أما المنافقون فقد لعنهم الله أبعدهم من رحمته، أما المؤمنون فإن الله يرحمهم ﴿أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌٞ} [التوبة:71] ﴿عَزِيزٌ﴾ [التوبة: 71] يعني قوي لا يغلبه شيء ﴿حَكِيم ٌ} [التوبة: 71] يضع الأمور في مواضعها ويتقن الأشياء حق
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد