تركهم من رحمته وتركهم في كفرهم وطغيانهم يعمهون
لأنهم رفضوا الحق ولم يقبلوه فتركهم الله عز وجل ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [التوبة: 67] حصر الفسق فيهم، والفسق هو الخروج عن طاعة الله سبحانه
وتعالى، ثم ذكر جزاءهم، ثم ذكر المؤمنين فقال: ﴿وَٱلۡمُؤۡ
مِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُم ۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ} [التوبة: 71] المؤمنون يكونون من الرجال ويكونون من النساء فهم سواء في
الإيمان بالله عز وجل ﴿وَٱلۡمُؤۡ مِنُونَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُم ۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ}يتولى بعضهم بعضًا في المحبة والنصرة والمؤاخاة والتعاون على البر والتقوى
جسد واحد وبنيان واحد ﴿بَعۡضُهُم ۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ}ودل هذا على أن المؤمنين لا
يتولون الكفار وإنما يتولون المؤمنين ﴿إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥
وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ
هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾ [المائدة: 55، 56] وقال سبحانه: ﴿لَا
تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ﴾ [الممتحنة: 1] ﴿لَّا
يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ
وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ
مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ﴾ [آل عمران: 28]، فالمؤمن لا يحب الكفار أبدًا ولا يعينهم على المسلمين ولا
يظاهرهم على المسلمين﴿بَعۡضُهُم ۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ} ولا يكونون أولياء لأعداء
الله سبحانه وتعالى ثم ذكر جزاءهم ﴿يَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 71] والمراد بالمعروف هو كل خيرٍ وكل طاعةٍ وكل بر، يأمرون
بالصلاة، يأمرون بالزكاة يأمرون بمكارم الأخلاق، يأمرون بالبر والتقوى، يأمرون بكل
خيرٍ: ﴿وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾ [التوبة: 71] وهو كل معصية
لله لا يسكتون ويتركون إخوانهم يقعون في الأخطاء بل يأمرونهم بطاعة الله وينهونهم
عن معصية الله سبحانه وتعالى لأن هذا مقتضى النصيحة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد