وَعَدَ ٱللَّهُ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٧٢﴾ [التوبة: 71، 72]، ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ
وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ﴾ [التوبة: 67] ذكر أن في النساء أيضًا منافقات ﴿بَعۡضُهُم
مِّنۢ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 67] يشبه بعضهم بعضًا في الكفر والكذب ومحبة الشر وكراهية الخير ﴿بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ
يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ﴾ [التوبة: 67] يأمرون بالكفر والفسوق والعصيان ويدعون إلى ذلك ويزينونه
للناس وها هم الآن على هذه الوتيرة يدعون إلى كل رذيلةٍ يدعون إلى السفور
والإباحية، يدعون إلى نبذ الإسلام ومجاراة الكفار ينهون عن الولاء والبراء في
الإسلام ويريدون أن يكون المسلمون والكفار سواء لا فرق بينهم ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 67] ينهون عن كل خيرٍ وعن كل طاعةٍ وعن كل بر، هذا دأبهم في كل
زمانٍ ومكانٍ ﴿وَيَقۡبِضُونَ
أَيۡدِيَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 67] لا يتصدقون ولا يؤتون الزكاة وإن تصدقوا فإنهم كارهون لذلك ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ} [التوبة: 54]، يقبضون أيديهم عن الصدقات وعن فعل الخيرات ويبخلون بما
آتاهم الله من فضله؛ لأنهم ليس عندهم إيمان فهم يحبون الدنيا ويحبون المال ولا
تسمح أنفسهم أن يبذلوا شيئًا من المال لأنه حبيبهم وليس لهم إيمان يحملهم على
الإنفاق منه ثم قال جل وعلا: ﴿نَسُواْ ٱللَّهَ﴾ [التوبة: 67] أي نسوا ذكر
الله سبحانه وتعالى ﴿فَنَسِيَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 67] يعني تركهم،
تركهم في الكفر وتركهم في النار، وليس معنى النسيان في حق الله كما هو في حق
المخلوقين أنه الذهول والغفلة فإن الله لا ينسى جل وعلا ﴿وَمَا كَانَ
رَبُّكَ نَسِيّٗا﴾ [مريم: 64] وإنما معنى نسيهم يعني
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد