يلحق بهم في الخيانة يلحق بهم في الجريمة لأنه رضي بفعلهم وسوَّغ فعلهم ودافع عنهم، وكذلك الذي يتستر عليهم يجب على المسلم أن يبين أمرهم ويتعاون مع ولي الأمر ومع المسلمين على كشف هؤلاء حتى يقضى على شرهم ويؤمن من مكرهم فإن المسلمين يد واحدة على من سواهم يتعاونون في دفع هذا الشر وهذا العدوان ولا يرضون به أبدًا ولا يدافعون عنه أو يثنون على من فعله أو يقولون إن هذا من الجهاد، الجهاد يكون بقتل المسلمين، وترويع المسلمين وإفساد بلاد المسلمين هذا هو الجهاد؟! هذا من تنكيس الأمور ومن قلب الحقائق أو يقولون: إن هذا الذي يقتل نفسه وينتحر إنه شهيد هذا من الكذب على الله عز وجل، الذي يقتل نفسه قد أغضب الله عز وجل وأوجب الله له النار، جاء في الحديث: «إِنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» ([1])، والله سبحانه وتعالى حرم قتل النفوس سواء نفس الإنسان أو نفس غيره ﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ﴾ [المائدة: 32] ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [النساء: 29] ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠} [النساء: 29، 30]. فالذي يقتل نفسه وينتحر هذا في النار كما جاء في الأحاديث، كيف نقول: إنه شهيد؟! والأحاديث والآية تدل على أنه في
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5442)، ومسلم رقم (109).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد