المصلحة للجميع، فاتقوا الله -عباد الله-
وحافظوا على أمنكم في دياركم وخذوا على أيدي العابثين ولا تأخذكم في الله لومة
لائم لا تحابوا الخائنين ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ﴾ [الأنفال: 58] فلا تحبوهم، ولا تحابوا معهم أو تتساهلوا في شأنهم؛ لأن
الخائن إذا خان غيرك خانك أنت يعتدي على غيرك اليوم ويعتدي عليك من الغد فيستفحل
الأمر فيجب الحذر والحيطة وأن يكون المسلمون يدًا واحدةً مع بعضهم ومع ولي أمرهم
وأن لا يوجد مأوى للمفسدين من بينهم قال صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ
مَنْ آوَى مُحْدِثًا» ([1])، فالذي يؤوي المحدث الذي يعبث بأمن المسلمين الذي يؤويه في بيته أو يستر
عليه هذا لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله -عباد الله- واهتموا
بهذا الأمر فإنه يهم الجميع وهو مصلحة الجميع وإذا تساهلتم فإن الأشرار يعبثون
ببلادكم ويعبثون في بيوتكم ويعبثون بأولادكم ونسائكم ولا يتركونكم تستقرون لا في
حضر ولا في سفر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أقول قولي هذا وأستغفر
الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6876)، ومسلم رقم (1978).
الصفحة 7 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد