فإن كان هذا المجلس مجلس خير كانت كالطابع عليه وإن كان مجلس شر كانت كفارة له، وكذلك النميمة وهي الوشاية بين الناس بنقل الحديث فيما بينهم على وجه الإفساد، قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١١﴾ [القلم: 10، 11]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([1])، وقالوا: إن النمام يُفسِد في ساعةٍ ما يفسده الساحر في سنةٍ، وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم النميمة من السحر قال: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ (يَعْنِي السِّحْرَ) هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» ([2])، وتُسمى سحرًا لأنها تفسد بين الناس كما يفسد الساحر بين الناس بالبغضاء والتفريق بين الناس: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ﴾ [البقرة: 102] فالساحر يفرق بين الناس والنمام أشد تفريقًا من الساحر، والنميمة خصلةٌ ذميمةٌ لا يحترفها إلا أسافل الناس وأما أهل الخير فإنهم يترفعون عنها، وكذلك من آفات اللسان شهادة الزور وهي من أكبر الكبائر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَقَالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلاَ وَشَهَادَةُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْتُ لاَ يَسْكُتُ» ([3]). وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزُول قَدَمَا شَاهِدِ الزُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَجِبَ لَهُ النَّارُ» ([4])، وكذلك من آفات اللسان الأيمان الكاذبة الأيمان
([1]) أخرجه: مسلم رقم (105).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد