الفاجرة في الخصومات وفي غيرها قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ
بِيَمِينٍ كَاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ
وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ قَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا
رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ» ([1])، فالله جل وعلا يقول: ﴿وَلَا
تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ
بِنَمِيمٖ ١١ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ
أَثِيمٍ ١٢} [القلم: 10- 12] فآفات اللسان كثيرةٌ وهي سهلةٌ على كثيرٍ من الناس لا
يلقون لها بالاً ولا يحسبون لها حسابًا وهي -والعياذ بالله- آثامٌ فظيعةٌ وشرورٌ
كثيرةٌ لأن الكلام باللسان سهل ويسير لا يكلف الإنسان حركةً ولا مشيًّا ولكنه يجني
عليه شرًّا ووبالاً إذا استعمله في الكلام المحرم وإذا استعمله في الكلام الطيب
جلب له الخير وجلب له الرزق وجلب له البركة - وما بين الكلمة الطيبة والكلمة
الخبيثة إلا أن الإنسان يحرك لسانه في هذه وبهذه ولكنه الفرق العظيم بين الكلام
الطيب والكلام الخبيث، إن كثيرًا من الناس اليوم في غضون هذه الأحداث التي وقعت
بالمسلمين أحداث التخريب صارت مجالسهم عامرةً بالغيبة والنميمة في أعراض العلماء
وأعراض ولاة الأمور والثناء على هؤلاء المجرمين وتبرير أفعالهم. إنها آثار قبيحة
إنها أخطار وقعوا فيها وهم لا يشعرون فالواجب على المسلم أن يكف لسانه وألا يتكلم
إلا بالخير وما فيه مصلحةٌ للإسلام والمسلمين وإلا فإنه يسكت، قال صلى الله عليه
وسلم: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا
أَوْ لِيَصْمُتْ» ([2]) فاحفظوا ألسنتكم يحفظكم الله من شرورها فإنكم تحملون سلاحًا خطيرًا إذا
أهملتموه فإنه يقضي على حياتكم في الدنيا والآخرة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2229)، ومسلم رقم (138).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد