حسرةً كما قال تعالى: ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 55] فيجب على الآباء وعلى الأمهات أن يعتنوا بأولادهم غاية الاهتمام وليس القصد أن الإنسان يولد به فالبهائم يولد لها والطيور يولد لها ولكن الإنسان عليه مسئولية وعليه أمانة وهو راعٍ ومسئول عن رعيته يوم القيامة، الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- كانوا يدعون الله أن يرزقهم الذرية الصالحة فإبراهيم يقول: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100] وزكريا يقول: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38] بل إن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- يوصون أولادهم عند الوفاة عند وفاتهم يوصون أولادهم بأن يستمروا على طاعة الله من بعدهم: ﴿وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٣٢ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ١٣٣﴾ [البقرة: 132- 133] بل إن الأنبياء يدعون لأولادهم مع دعائهم لأنفسهم فإبراهيم عليه السلام يدعو لذريته من بعده ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ﴾ [إبراهيم: 40] النبي صلى الله عليه وسلم أوصى المسلمين أن يعتنوا بأولادهم قبل وجودهم قال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ أَنْ يُولَدُ لَهُمَا مَوْلُودٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ» ([1])، وشرع للأب عند ولادة ابنه أن يبادر بالأذان في أذنه اليمنى وإقامة الصلاة في أذنه اليسرى من أجل أن يكون أول
([1]) أخرجه: البخاري رقم (141)، ومسلم رقم (1434).