الأعمال وأجلها يكفيكم أن الله جعله أحد أركان
الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ
الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ بَيْتِ اللَّهِ
الْحَرَامِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1])، يكفي في فضل الصيام أن الله جل وعلا اختصه لنفسه من بين سائر الأعمال فقال
جل وعلا في الحديث القدسي: «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّهُ
تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ
أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:
فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ» ([2])، والله جل وعلا اختص الصيام من بين سائر الأعمال فقال: «الصَّوْمُ لِي»
مع أن كل الأعمال لا تصح إلا إذا كانت لله عز وجل ولكنه خصه ونص عليه تشريفًا له.
ومعنى قوله: «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» قالوا: إن الصوم يمتاز من بين سائر الأعمال في أنه لا يدخله الرياء لأن الصيام لا يرى والصائم لا يعرف أنه صائم من بين الناس بخلاف بقية الأعمال فإنها تُشَاهد عند أدائها فالصلاة تُشاهَد عندما يصلي المسلم والصدقات تُرى عندما ينفق المسلم وكذلك الحج والعمرة والجهاد وسائر الأعمال تُرى يُشاهدها الناس خلاف الصيام فإنه نية باطني ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ولأن المشركين يتقربون إلى أصنامهم بجميع العبادات ما عدا الصيام فلم يؤثر ولم يذكر أن المشركين يصومون لمعبوداتهم فالصيام لله جل وعلا وهو الذي يتولى جزاء صاحبه بأن يدخر له ثواب الصيام ويضاعفه له أضعافًا كثيرة لا يعلمها إلا الله «وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد