ثم بين السبب في ذلك فقال جل وعلا: «إِنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ
وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي» فالصائم ترك شهواته وقد يكون محتاجًا إليها أشد
الحاجة وهي في متناول يده ولا يراه أحد من الناس، فقد يخلو في بيت مظلم وعنده أطيب
الطعام وعنده الماء البارد العذب وهو جائع وعطشان فلا تمتد يده إلى طعام ولا إلى
شراب خوفًا من الله سبحانه وتعالى ورجاء لثوابه، قد يكون محتاجًا إلى زوجته وهي
عنده وهو خالٍ بها فلا تمتد يده إليها خوفًا من الله جل وعلا وطمعًا في ثوابه «إِنَّهُ
تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ومن فضائل الصيام أن الله جل وعلا خصَّ له «بَابًا مِنْ أَبْوَابِ
الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ
تَشْرِيفًا لَهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ
غَيْرُهُمْ» ([1]).
ومن فضائل الصيام أنه يكفُّ العبد الصائم يكفُّه عن محارم الله، فتجد الصائم مبتعدًا عن معاصي الله عز وجل لأن الصيام يكفُّه عنها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَلا يَرْفُثْ، وَلاَ يَفْسُقْ وَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ،إِنِّي صَائِم» ([2])، فكيف المسلم، الصيام يكف المسلم عن محارم الله عز وجل لأنه يعلم أنها تخل بصيامه فيتجنبها ويطرد الشيطان عن الصائم لأن الشيطان إنما يتسلط مع تناول الشهوات فإذا تناول العبد الشهوات فإن الشيطان يتسلط عليه ويغريه بالمعاصي لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما في الحديث، يداخل الإنسان لكنه إذا صام المسلم فإن الشيطان لا يجد له مجالاً معه لأنه سد عليه الطريق الذي كان يأتيه منه، فلله دَرُّ الصيام ما أعظمه من بين
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1797)، ومسلم رقم (1152).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد