سائر الأعمال فليفرح المسلم بهذه النعمة ﴿قُلۡ
بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ
مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58] عليكم -أيها المسلمون- بحفظ صيامكم من المبطلات والمفسدات.
ومما يبطل الصيام الأكل والشرب متعمدًا فمن أكل أو شرب قليلاً أو كثيرًا
وهو صائم متعمدًا بطل صيامه لأن الله جل وعلا يقول: ﴿وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187] فيتعين على
المؤذِّنين -وفقهم الله - التقيد بالأذان على طلوع الفجر لئلا يغتر الناس بأذانهم
فإذا طلع الفجر إذا طلع الفجر وتأخر المؤذن عن الأذان فإنه لا يؤذن يكفي أذانه
بقية المؤذنين لئلا يغر من يسمعه لأنه بعض المؤذنين قد يتأخر أو يغفل ثم يأتي
ويؤذن بعد طلوع الفجر فيسمعه ناس ويصومون على أذانه فيتحملهم يتحمل صيامهم لأنه
غرر بهم فعلى المؤذنين أمانة عظيمة وكذلك عند الإفطار، قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ
إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187] والإفطار يحل بغروب الشمس كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا،
وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([1])، فعلى المؤذنين أن يراعوا غروب الشمس ولا يستبقوا غروب الشمس أو يتعجلوا
لئلا يغروا الناس فيفطروا على أذانهم.
ومما يبطل الصيام أيضًا تناول الشهوة التي هي الجماع، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ﴾ [البقرة: 187] إلى قوله: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ} [البقرة: 187] فإذا طلع الفجر فإنه يمتنع من الجماع لأنه يبطل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1853)، ومسلم رقم (1100).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد