صيامه ويؤثمه ويوجب عليه الكفارة المغلَّظة،
فعلى الصائم أن يتحرز من هذا الأمر وأن يتجنبه عند طلوع الفجر لأن بعض الناس قد
يتساهل في هذا وقد يتأخر مع أهله وربما يقول فلان يؤذن، فلان يقيم الصلاة، ما
أقيمت الصلاة، ما...، ما،... إلى آخره، فعلى المسلم أن يحافظ على دينه ويتأكد،
واليوم -الحمد لله- التوقيت معروف بالحساب الذي بين أيديكم في كل بيت وفي كل مكان
توقيت أم القرى وكذلك المؤذنون فبداية الفجر معلومة ونهاية النهار معلومة أما من
كان في خارج البنيان وفي البر فإنه يرى طلوع الفجر بنفسه ويرى غروب الشمس وإقبال
الليل بنفسه إنما الذي في المباني وفي البيوت هم الذين لا يرون الفجر ولا غروب
الشمس فهؤلاء يعتمدون على التوقيت الذي اعتمده المسلمون وأشرفت عليه لجان موثوقة
دققت فيه فلا تلتفتوا إلى من يشكك في تقويم أم القرى من الجهلة ومن المتعالمين
الذين يريدون أن يشككوا الناس في أمور عباداتهم لا تلتفتوا إلى هؤلاء.
وكذلك مما يبطل الصيام تناول الأدوية التي تدخل إلى الجوف من الحبوب والشراب والإبر المغذية التي تؤخذ للتغذية فإنها تفطر الصائم لأنها بمعنى الطعام والشراب وكذلك مما يفطر الصائم الحجامة وما كان بحكمها من سحب الدم الكثير من البدن الصائم كأن يعمل الحجامة أو يسحب الدم لأجل الإسعاف والتبرع به أو يسحبه من باب العلاج وذلك بالحجامة والفصد ونحو ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» ([1])، لما رأى رجلاً يحتجم وهو ما يجلب به الدم يمتصه بواسطة القرن الذي يستعمله في سحب الدم يمصه حتى يخرج الدم
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2367)، والترمذي رقم (774)، وابن ماجه رقم (1679).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد