×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

فيتطاير منه شيء إلى حلقه، وأما المحجوم فظاهر لأنه استخرج منه دمًا كان يتقوى به في بدنه فسحبه فلا يجتمع عليه إضعاف الحجامة وإضعاف الصيام، فلذلك صارت الحجامة تفطر الصائم في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما لو نزف من الإنسان دم بدون اختياره كأن جرح إنسان وخرج منه دم لا يضر صيامه ولو كان كثيرًا لأنه بغير اختياره، فاتقوا الله -عباد الله- وحافظوا على صيامكم.

وهناك مفطرات معنوية يتساهل فيها الناس وهي تبطل ثواب الصائم أو تذهب ببعضه أو كثير منه ألا وهي الغيبة والنميمة وقول الزور والشتم والسب والنظر المحرم، النظر إلى ما حرم الله من النساء والصور الفاتنة واستماع الملاهي والمعازف والمزامير فإن هذه مؤثمات لا تتناسب مع الصيام وهي إما أن تذهب ثواب الصيام فلا يبقى لصاحبه إلا الجوع والعطش وإما أن تنقصه تنقيصًا ظاهرًا فعلى الصائم أن يحافظ على صيامه غاية المحافظة فإن بعض الناس يسهل عليه ترك الطعام والشراب والجماع لكنه لا يسهل عليه ترك الغيبة والنميمة ولا يسهل عليه غض البصر ولا يسهل عليه كف السمع عن المحرمات وإن كانت هذه المحرمات يجب اجتنابها دائمًا وأبدًا وهي تؤثم المسلم لكنها في حالة الصيام مع تأثيمها للمسلم تذهب بثواب صيامه فيبقى بدون ثواب مقياسًا للجوع والعطش فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على صيامكم من المفطرات الحسية والمفطرات المعنوية حتى يكتب الله لكم الأجر الذي وعد به.


الشرح