×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

ذهابًا وإيابًا ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكذلك الشأن في البقر والغنم فعلى المسلم أن يخاف الله عز وجل والله يعطيك هذا المال ابتلاء وامتحانًا يبتليك به ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ [التغابن: 15] فإن أخرجت حق الله فيه برئت من عهدة الزكاة وأما إذا بقي فيه شيء من الزكاة أو لم يزكَّ فقد سمعت الوعيد في ذلك الذي لا ريب فيه، فاتقوا الله عباد الله، وأما ذكر الله سبحانه وتعالى فالذكر يكون باللسان والتسبيح والتهليل والتكبير وأعظم الذكر القرآن العظيم فتلاوة القرآن في هذا الشهر لها مزيَّة على تلاوته في غير هذا الشهر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفرغ في هذا الشهر من الأعمال الجليلة يتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن وقيام الليل وكان الصحابة يتفرغون من أشغالهم ويجلسون في المساجد معظم وقتهم يتلون كتاب الله يقبلون على المصاحف لتلاوة كتاب الله عز وجل لأن الله يقول: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ [البقرة: 185] فهو شهر القرآن فيكثر المسلم من تلاوة كتاب الله عز وجل وتكون التلاوة بالتدبر والتعقل والتفكر في معاني القرآن العظيم ليستفيد منه فيكون حاصلاً على الأجر بتلاوة القرآن وحاصلاً على التدبر والتفهم لكتاب الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا؛ لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1])، فلك بكل حرف تقرؤه من كتاب الله عشر حسنات هذا من ناحية الأجر ومن ناحية الفهم والفقه والتدبر تحصل على خيرات كثيرة إضافة إلى هذا الأجر تحصل على التلاوة وعلى العلم وعلى الفقه في كتاب الله عز وجل فليس الغرض أن تمر على الآيات بدون


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2910)، والطبراني في « الكبير » رقم (8646).