×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 تدبر وبدون حضور قلب فإن هذه تلاوة في الواقع إنها مثل تلاوة المسجل المعروف الآن، المسجل الآن يقرأ القرآن حرفًا حرفًا قراءة مجودة لكنه آلة لا ينتفع من القرآن فالذي يقرأ القرآن ولا يتدبره ولا يتعظ بمواعظه وينزجر بزواجره هذا في الواقع مثل الآلة مثل آلة المسجل والمسلم مطلوب منه التدبر، قال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29] وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا [النساء: 82] وقال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ [المؤمنون: 68] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ [محمد: 24] ونعوذ بالله من الحرمان وأن نقرأ القرآن ولا نستفيد منه ولا نتعظ بمواعظه ولا نستفيد من أوامره بل نمر على الحروف بدون فهم وبدون روية، فهذا خسران مبين فعلينا أن نعتني بذكر الله في هذا الشهر بأنواع الذكر وأعظمها تلاوة القرآن العظيم، وبدل أن تشغل لسانك بالغيبة والنميمة وقول الزور والكلام الذي لا فائدة فيه وبالمزاح اشغل لسانك بذكر الله اشغل لسانك بتلاوة القرآن العظيم حتى تستفيد من حياتك وتستفيد من كتاب ربك وتحوز على هذا الأجر العظيم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة: 185].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

***


الشرح