﴿ٱلَّذِينَ
ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ
يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [البقرة: 121]، فعظِّموا
هذا القرآن بارك الله فيكم فإنه نور الله بين أيديكم ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ
نُورٗا مُّبِينٗا ١٧٤ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ
بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ
صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ١٧٥﴾ [النساء: 174- 175]، فكونوا
كذلك -يا عباد الله- مع كتاب الله عظِّموه غاية التعظيم تعلموه علموه لأولادكم
وفقهوهم فيه وتدبروه؛ فإن المتدبر للقرآن لا يخرج بدون فائدة بل يستفيد منه على
قدر فهمه وعلى قدر ما آتاه الله، قال ابن عباس رضي الله عنه: تفسير القرآن على
أربعة أنواع: تفسير لا يُعْذر أحد بجهله، وتفسير تعرفه العرب من لغتها، وتفسير
يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. والشاهد منه أن القرآن
كلٌّ يستفيد منه على حسب ما آتاه الله، العامي يستفيد.. المتعلم يستفيد.. العالم
يستفيد بقدر ما رزقه الله من الفهم أما الذي لا يتدبر القرآن وإنما يجري على لسانه
من غير تدبر فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾ [محمد: 24] فعلى المسلم أن
يتدبر القرآن وأن يصغي إليه حينما يقرؤه أو حينما يسمعه من غيره قال الله جل وعلا:
﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ
فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد