عندما يقرأ القرآن ويمر
بأخبار الأمم السابقة وما حلَّ بها من العذاب لما كفروا بالله وعصوا رسله فيعتبر
لذلك ويتعظ ويأخذ من ذلك العبرة ويحدوه ذلك إلى الاقتداء بنبينا محمد صلى الله
عليه وسلم واتباعه فإنه لا نجاة إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ
ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن
تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾ [آل عمران: 31، 32]. على
المسلم أن يُرتل القرآن ترتيلاً ولا يهذَّه هذًّا كهذ الشعر وينثره نثر الدقل بل
يرتله ترتيلاً بمعنى أن يقرؤه مترسلاً يقف عند كل آيةٍ لأن الله سبحانه وتعالى
رتَّل هذا القرآن في نزوله، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَرَتَّلۡنَٰهُ
تَرۡتِيلٗا﴾ [الفرقان: 32] أي أنزلناه عليك منجمًا حسب الوقائع والحوادث وأمر رسوله
صلى الله عليه وسلم أن يرتله في التلاوة، فقال سبحانه: ﴿وَرَتِّلِ
ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ [المزمل: 4] والترتيل هو أن يقرأه مترسلاً في القراءة غير مستعجل وأن يقف
عند كل آيةٍ وأن يمد ما يستحق المد وهكذا وقد ذكر العلماء قواعد محررةً للتجويد
فينبغي لقارئ القرآن أن يطلع عليها وأن يعرفها حتى يتمشى عليها ولكن لا يبالغ في
التمطيط ولا بالغنَّة كما يفعله بعض المتنطعين بل يتوسط في تلاوة القرآن فلا
يهذُّه هذًّا ويسرع فيه سرعةً ولا يمططه تمطيطًا حتى يخرج إلى ما يشبه الغناء بل
يكون متوسطًا في تلاوته للقرآن فعلى المسلم أن يتقيد بآداب التلاوة حتى يرتفع
بالقرآن فإن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله أن يتلو القرآن ﴿وَٱتۡلُ
مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن
تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدٗا﴾ [الكهف: 27] وأثنى على الذين يتلون القرآن ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا
رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ
إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠﴾ [فاطر: 29، 30] فالله جل
وعلا أثنى على الذين يتلون كتابه