قال فتعلمنا القرآن والعلم والعمل هكذا تعلم القرآن العظيم، ولا يكفي أن تتعلم ألفاظه فقط أن تجوده بالتجويد في قراءة التجويد هذا لا يكفي وهذا لا ينفع وإنما يكون حجة عليك يوم القيامة كما أن الله سبحانه وتعالى جعل في تلاوة هذا القرآن خيرًا للبشرية لمن تدبره لمن عقله ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29] وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا؛ لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1])، فتلاوته فيها أجر ولكن التلاوة مع التدبر والتدبر معناه التفهم لمعانيه فالمسلم يحضر قلبه عند تلاوة القرآن يحضر قلبه عند ذكر الله وأسمائه وصفاته فيعظم الله عز وجل ويخاف منه ويرجوه ويحضر قلبه عند ذكر النار وما فيها من العذاب والنكال فيسأل الله السلامة منها، يحضر قلبه عند ذكر الجنة وما فيها من السرور والنعيم فيسأل الله الكريم من فضله، هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن كان يقرأ القرآن مترسلاً يقف عند كل آيةٍ ويسأل الله عند آية الرحمة ويستعيذ به عند آية العذاب يفعل هذا في الصلاة وفي غير الصلاة وهذا من التدبر لكتاب الله عز وجل وكذلك يقرأ القرآن ويعمل به ولا يكفي أن يقرأ القرآن ويعرف تفسيره ولكن لا يعمل به بل عليه بل يجب عليه أن يعمل به لأن القرآن أُنزل للعمل وإنما تعلمه وتلاوته وسيلتان إلى العمل الصالح فعلى المسلم أن يتخذ من القرآن طريقًا ومنهجًا يسير عليه إلى الله: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٠﴾ [الإسراء: 9، 10]. كذلك يقف المسلم
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2910)، والطبراني في « الكبير » رقم (8646).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد