يتكرر كل أسبوع فيه ساعة الإجابة وفيه صلاة الجمعة وفيه أن من بكَّر فيه إلى المسجد وجلس ينتظر الصلاة فإنه في صلاة، فهو يومٌ عظيمٌ، وجاء فيه من الأحداث، جاء فيه خلق آدم جرى فيه خلق أبينا آدم عليه السلام وإدخاله الجنة وإخراجه منها وفيه تقوم الساعة فهو يومٌ عظيمٌ، وموسمٌ يتكرر كل سنة وهو شهر رمضان الذي جعله الله غرةً في جبين الزمان وموسمًا لأهل الإيمان فيا له من شهر عظيم قد طويت صحائفه وصفحاته وكلٌّ ميسرٌ لما خُلق له ولا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، وموسم يتكرر في العمر مرةً وهو الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً {وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ٢٨} [الحج: 27، 28] وأما من أدى فريضة الحج فإنه يبقى في حقه الحج مرة ثانية أو أكثر نافلةً من أفضل النوافل وأفضل القربات، فالمسلم يتقلب بين مواسم الخيرات وكل عمره خيرٌ إن كان استغله في الخير وإلا فإنه خسارةٌ عليه يوم القيامة، قال الله جل وعلا في كتابه الكريم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99] فأمره الله بالعبادة في كل حياته إلى أن يأتيه الموت ولا ينتهي العمل إلا بالموت قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]) فأيام العمر أيام عظيمة لمن وفَّقه الله لاغتنامها تمر فيه هذه المواسم اليومية والأسبوعية والسنوية فيحصل المؤمن على خيراتها وبركاتها وينتقل فيها من موسم إلى موسم وإنكم الآن قد انتهيتم من شهر رمضان وفُتحت لكم أيام الحج إلى بيت الله الحرام،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد