قال الله سبحانه وتعالى: {ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [البقرة: 197] وأشهر الحج هي شهر شوال وشهر ذي القعدة وعشرة أيامٍ من ذي الحجة وهذه الأشهر فيها فضائل عظيمة أما شهر شوال فإنه الشهر الذي يأتي بعد رمضان بعد هذا الشهر العظيم وفيه صيام الست من شوال ليتكامل للمسلم أجر السنة قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» ([1])، وفيه بداية الإحرام بالحج فمن أحرم في شهر شوال فقد أحرم بالحج: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾ [البقرة: 197] وأولها شهر شوال فلو أحرم في يوم العيد أول يومٍ من شهر شوال فقد أحرم في أشهر الحج وفي مواقيت الحج فله أجر المحرم في أشهر الحج، وأما شهر ذي القعدة فإنه شهرٌ حرامٌ من الأشهر الحُرم الأربعة التي قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [التوبة: 36] وسُمِّيت بالحُرم لأنها يحرم فيها القتال، قال تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ﴾ [البقرة: 217]، فهو يحرم فيه القتال مع بقية الأشهر الحرم ومن فضائله أنه من أشهر الحج بل هو أواسط أشهر الحج ومن فضائله أن النبي صلى الله عليه وسلم يخصه بالعمرة فقد كانت عُمَرُ النبي صلى الله عليه وسلم كلها في شهر ذي القعدة عمرة الحديبية وعمرة القضية التي بعد الحديبية والعمرة التي أحرم بها مع حجه قارنًا، والعمرة الرابعة كانت في شهر شوال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين يريد الدخول إلى مكة أحرم بالعمرة من الجعرانة فكل عُمَر
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2433)، والنسائي في « الكبرى » رقم (2863)، وابن خزيمة رقم (2114).