النبي صلى الله عليه وسلم بل غالبها في شهر ذي القعدة وهذا مما يدل على فضل هذا الشهر الذي هو من الأشهر الحرم وأما العمرة فليس لها أشهر محددة فالعمرة في كل السنة متى اعتمرت من أي شهرٍ، من أي يومٍ من السنة فإنك اعتمرت في وقت العمرة توسعةً من الله عز وجل على عباده ليكثر تردد المسلمين إلى هذا البيت العتيق الذي جعله الله مثابةً للناس وأمنًا ولا تقتصر زيارته على الحج فقط بل يزورونه في العمرة ويكررون ذلك في كل وقت، وأما شهر ذي الحجة وما أدراك ما شهر ذي الحجة إنه شهر عظيم تجمعت فيه فضائل عظيمة أولها: أنه من الأشهر الحرم، وثانيها: أنه من أشهر الحج، وثالثها: أن فيه العشر الأُول التي أقسم الله بها في كتابه الكريم، فقال سبحانه: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ٢} [الفجر: 1، 2] التي هي عشر ذي الحجة لما لها من الفضل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَْيَّامِ الْعَشْر، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([1])، فيا له من فضلٍ عظيمٍ لهذه العشر تنوع فيها الأعمال من التكبير ومن الصيام ومن العبادة وهي موسمٌ عظيمٌ وفي هذا الشهر اليوم التاسع الذي هو يوم عرفة الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ» ([2])، أي أعظم أركان الحج الوقوف بعرفة هذا اليوم، وهذا الركن العظيم الذي يتجلى الله جل وعلا لعباده ينزل إلى سماء الدنيا عشية عرفة، فيباهي بالحجاج الملائكة الكرام، ويقول سبحانه لملائكته: «انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي، أشهدكم أني غفرت لهم»، فهو يوم عظيم، وقال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2438)، والترمذي رقم (757)، وابن ماجه رقم (1727).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد