×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 يعلن إسلامه وإيمانه فينطق بلسانه فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم يستقيم على هذه الكلمة أو على هاتين الكلمتين بأعماله وعقيدته وجميع تصرفاته لا يخرج عن مدلول هاتين الكلمتين فيخلص العبادة لله وحده لا شريك له ويخلص الاتباع لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فيجتنب البدع والمحدثات ويلزم السنة يلزم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هذه هي الاستقامة أما الذين يقولون آمنا بالله ولكنهم لا يستقيمون فإنهم لا تنفعهم هذه الكلمة قال تعالى:  ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩} [البقرة: 8، 9] فالاستقامة على دين الله تعني الاعتدال، الاعتدال على العبادة الاعتدال على الطاعة من غير أن يزيد فيها فيغلو أو يتساهل فيها فيجفو فدين الله بين الغالي والجافي والله جل وعلا يقول: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153] لا سبل الغلو ولا سبل الجفاء والشيطان يشم ابن آدم فإن وجد فيه محبةً للخير فإنه يغريه بالغلو والزيادة حتى يخرجه عن حد الاعتدال إلى حد الغلو والتطرف في جميع أموره وإن رأى منه تساهلاً ومحبةً للكسل والشهوات أغراه بالمعاصي وأغراه بالشهوات وثقَّل عليه العبادة، هذا عمل الشيطان مع بني آدم مع الغلاة ومع الجفاة يريد لهم الهلاك ويقودهم إلى السعير ﴿إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ [فاطر: 6] أما أهل الاعتدال والاستقامة على دين الله فهم الذين نهجوا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج صحابته ومنهج سلف هذه الأمة فاعتدلوا على طاعة الله وداوموا عليها وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ، أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ العمل. 


الشرح