×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

أما إذا كثر العمل وخرج عن المشروع فإنه ينقطع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى» ([1])، فالاستقامة والاعتدال على دين الله من غير غلوٍّ ومن غير جفاءٍ هذا سببٌ للمداومة على الخير وسببٌ لحصول رضا الله سبحانه وتعالى وهذا هو الصراط المستقيم الذي يوصل أصحابه إلى الجنة، وفي هاتين الآيتين الكريمتين بيانٌ لثواب المستقيمين ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ [فصلت: 30] استقاموا على هذا القول ولم يكذبوا مع الله سبحانه وتعالى فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وتخالف أعمالهم أقوالهم قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٣ [الصف: 2، 3] وقال تعالى: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ [البقرة: 44] فيبدأ المسلم بنفسه يبدأ بنفسه أولاً فيقيمها على دين الله عز وجل على طريق الاعتدال والاستقامة ثم يبدأ بالدعوة إلى الله وتوجيه إخوانه ومن حوله على هذه الاستقامة فينهاهم عن الغلو وينهاهم عن التساهل ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ [فصلت: 30] يكثر نزول الملائكة عليهم من الله سبحانه وتعالى ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أما أهل الانحراف فإنهم تتنزل عليهم الشياطين قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّآ أَرۡسَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمۡ أَزّٗا [مريم: 83].

﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُفي كل وقتٍ ولا سيما عند الموت وعندما يكون الإنسان في سياق الموت فإنها تتنزل عليه ملائكة الرحمة وتبشره برضوان الله وجنَّته وتقول له: لا تخف مما أنت قادمٌ عليه فأنت


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (3886).