قادمٌ على جنة الله وكرامته والخلود في نعيمه
لأن الإنسان يخاف عند الموت إذا عاين أمامه يخاف فالملائكة تطمئن المؤمنين بأنهم
لا يخافون مما أمامهم، ولا تحزنوا على ما تركتم في الدنيا لا تحزنوا على أموالكم
وأولادكم وما تركتموه من الدنيا فإن ما عند الله خيرٌ لكم ما عند الله من الثواب
خيرٌ لكم مما تركتموه في الدنيا، ثم تبشرهم بالجنة ﴿وَأَبۡشِرُواْ
بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: 30] التي وعدكم الله بها أبشروا بها فإن
الله جل وعلا لا يخلف وعده ثم تبشرهم بأن الملائكة ستكون معهم يؤانسونهم
ويطمئنونهم عند الموت وفي القبر وفي الجنة يكونون مصاحبين لهم كما قال الله جل
وعلا ﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا
وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَابٖ ٢٣
سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ٢٤﴾ [الرعد: 23، 24] فكما أن
الملائكة كانت معهم في الدنيا تثبتهم على طاعة الله وتعينهم تكون معهم في الآخرة ﴿نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي
ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ﴾ [فصلت: 31] أما الكفار فإنهم تكون معهم الشياطين
تحشر معهم ويحشرون إلى أزواجهم وأشكالهم من الكفرة في نار جهنم يتشاتمون فيها
ويتلاعنون وكلٌّ يقول للآخر أنت السبب أنت الذي أوردتنا هذه الموارد وتتولاهم
ملائكة العذاب يعذبونهم بأمر الله ﴿عَلَيۡهَا
مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ
وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم: 6] هذا جزاء الانحراف عن طاعة الله سبحانه وتعالى، والاستقامة
على دين الله تكون على المنهج السليم من غير غلوٍّ ولهذا قال الله جل وعلا لنبيه ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ
وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ﴾ [هود: 112] والطغيان هو الغلو والزيادة فنهى نبيه صلى الله عليه وسلم
والذين معه من المؤمنين عن الطغيان وهو الخروج عن الحد المشروع في العبادة بل
يكونون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد