درهمًا وفلسًا فلسًا من أين اكتسبته من حلالٍ أو
من حرام؟ ثم أين أنفقته في طاعة الله في المباحات أو في الحرام والشهوات المحرمة؟
ستحاسب عنها يوم القيامة فهي مسؤوليةٌ عظيمةٌ وجاء في الحديث أيضًا أنه في آخر
الزمان لا يسأل الإنسان عما اكتسب أمن حلالٍ أو من حرام. يأخذ الناس حب المال
والمغامرة والتقليد الأعمى حتى لا يدرون عن كسبهم هل هو من الحلال أو من الحرام
المهم أنهم يحصلون على المال بأي طريقةٍ، وجاء في الحديث الصحيح أيضًا أنه «فِي
آخِرِ الزَّمَانِ يَفْشُو الرِّبَا، فَمَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ نَالَهُ مِنْ
غُبَارِهِ» ([1]). فاتقوا الله -عباد الله- وانظروا في مكاسبكم وفي أموالكم حاسبوا أنفسكم
قبل أن تحاسبوا عليها ولا تغامروا ولا يحملنكم حبُّ المال على أن تغامروا بدينكم
وذممكم فإن ما قلَّ وكفى خيرٌ مما كثر وألهى. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ
أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ
وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ
ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ
وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢
وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ
حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ
قَدۡرٗا ٣﴾ [الطلاق: 2، 3].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3331)، والنسائي رقم (6042)، وأحمد رقم (10415).
الصفحة 5 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد