×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

القبر وله عذابٌ في الآخرة والعياذ بالله أما عذابه في الدنيا فإن الله قال: : ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧-يعني لم تتركوا الربا: ﴿فَأۡذَنُواْ- أي اعلموا: ﴿بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ [البقرة: 278، 279] فالمرابي محاربٌ لله ولرسوله في هذه الدنيا ولله جنود السماوات والأرض يسلط عليه من جنوده التي لا يعلمها، يسلط عليه الأمراض يسلط عليه الآفات التي تتلف ماله في البر أو في البحر وأنتم تشاهدون ما يحل بالأموال من التلف والحريق والغرق والصواعق وغير ذلك بسبب الربا؛ لأن المرابي محاربٌ لله ولرسوله فالله يسلط عليه جنود السماوات والأرض وإن بقي هذا المال بيده ولم يعرض للآفات فإنه ممحوق البركة: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ [البقرة: 276] فهذا المال المتجمع من الربا لا بركة فيه ولا خير فيه لا يُنتفع به ولا يُتصدق منه وإن تصدق فصدقته مردودةٌ لأن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، والغالب أن المرابي يُبتلى بالبخل وحب المال والجشع ولكن لو أنه تصدق وأنفق فإن صدقته ونفقته غير مقبولةٍ عند الله سبحانه وتعالى فيعيش في هذه الدنيا مع مالٍ ممحوق البركة إن أكل منه فهو زاده إلى النار وإن تصدق منه لم يقبل وإن تركه خلفه فإنه يتحمل إثمه ولغيره بركته هذا في الدنيا أما في القبر فإن المرابي يعذَّب في قبره كما صح في الحديث: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي الْمَنَامِ رَجُلاً يَسْبَحُ فِي نَهْرٍ مِنَ الدَّمِ وعَلَى حَافَّةِ النَّهْرِ رَجُلٌ مَعَهُ حِجَارَةٌ، فَكُلَّمَا هَمَّ الَّذِي فِي النَّهَرِ أَنْ يَخْرُجَ أَلْقَمَهُ حَجَرًا فَعَادَ إِلَى وَسَطِ النَّهَرِ» ([1])،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6640).