وهكذا يفعل به إلى يوم القيامة. وأما في الآخرة فإن المرابي لا يستطيع أن يقوم من قبره إذا قام الناس من قبورهم لرب العالمين وأسرعوا إلى المحشر هو لا يستطيع أن يقوم ولا يستطيع أن يسرع مع الناس، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة: 275] وذلك أن بطنه يتضخم والعياذ بالله ويكبر بطنه فلا يستطيع القيام وإذا قام لا يستطيع المشي فيكون مفتضحًا بين الخلائق يوم القيامة، نسأل الله العافية، ومن أنواع الربا القرض بالفائدة وهذا كثيرٌ وكثيرٌ في المؤسسات والبنوك يقرضون بالفائدة ويقترض أصحاب الشركات أو أصحاب المصانع أو أصحاب المزارع يقترضون المبالغ من البنوك بالفوائد وهذا ربا صريح لا خلاف فيه، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فَهُوَ رِبًا» ([1])، وهذا بإجماع أهل العلم وحتى لو كانت الفائدة غير مالٍ لو كانت الفائدة على القرض غير مالٍ فلو أن المقرض اشترط على المقترض أن يسكنه في بيته أو أن يركبه سيارته أو أن يهدي إليه هدية أو غير ذلك من المنافع فهذا ربا «كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا» أي نفع، سواء ماليًّا أو غير مالي «فَهُوَ رِبًا» هو الربا الذي حرمه الله ورسوله لأن القرض عقد إرفاقٍ يقصد به دفع حاجة المحتاج وللمقرض الأجر على ذلك فلا يأخذ زيادة على القرض وإنما له الأجر عند الله سبحانه ويرجع إليه ماله فالمقرض يرد القرض فيرجع المال إلى صاحبه ويرجع له الأجر والثواب عند الله أما أنه يأخذ فوائد فهذا ليس من شأن القرض الذي شرعه الله سبحانه وتعالى بين المسلمين، ومن أنواع الربا الفوائد البنكية بأن يدفع الإنسان إلى البنك مبلغًا من المال
([1]) أخرجه: الحارث في « مسنده » رقم (437).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد