×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ([1])، فإن بعض ضعاف الإيمان يستغلون وظائفهم من أجل أخذ الرشا من المراجعين سواءٌ أخذوها مباشرةً أو وكلوا وأوصوا سماسرةً يسعون في تحصيلها من المراجعين وهم شركاء معهم فيها فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي، وفي روايةٍ: ولعن الرائش، وهو الساعي بينهما وقال صلى الله عليه وسلم: «الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي فِي النَّارِ» ([2])، وصف الله اليهود بأنهم يأكلون الرشوة، قال سبحانه وتعالى: ﴿سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّٰلُونَ لِلسُّحۡتِۚ [المائدة: 42] والسحت هو الحرام ومنه الرشوة سميت سحتًا لأنها لا خير فيها ولا بركة فيها وإنما هي شرٌّ وعارٌ ونارٌ، فالواجب على الموظف أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يؤدي عمله على الوجه المطلوب دون أن يأخذ من المراجعين وأصحاب المعاملات أن يأخذ منهم شيئًا بل يكتفي براتبه الذي يتقاضاه على وظيفته يكتفي بالحلال عن الحرام سواءٌ سميت رشوةً أو سميت هديةً أو سميت حقًّا من الحقوق أو سميت بأي اسم أو سميت أتعابًا فإنها رشوةٌ بأي اسم سميت لأن الأسماء لا تغير الحقائق فالرشوة خطرها عظيمٌ لأنها تغير الحقوق تجعل المحق مبطلاً والمبطل محقًّا، تحرم صاحب الحق من حقه وتعطيه لغيره، يقدم المؤخَّر ويؤخر المقدَّم وتحصل الفوضى في المعاملات ويحصل الضرر على الناس وتفقد الأمانة وتحصل العداوة بين المسلمين، ولا يخفى على الناس ما يعمله هؤلاء مهما تستروا فإن هذا لا يخفى ولو خفي على الناس فإنه لا يخفى على الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى، فعلى


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (55).

([2])  أخرجه: البزار رقم (1037)، والطبراني في « الصغير » رقم (58)،