المسلم
الذي يتولى عملاً من أعمال الناس أن يعدل في عمله وأن ينصف في عمله وألا يتقاضى
عليه غير ما رتب له من قبل المسؤولين ولا يأخذ من الناس شيئًا فإن هذا سحتٌ وحرامٌ
وإثمٌ وإجرامٌ، ما فشت الرشوة في مجتمع إلا فشا فيه الفساد تعطلت المصالح وكثرت
المضار يعلو الفسقة والمجرمون ويذل أهل الحقوق ويذل الصالحون الذين لا يدفعون
الرشوة، واللعنة في الرشوة لا تقتصر على الآخذ بل تتناول الدافع وتتناول الواسطة
بينهما لأنهم تعاونوا على الإثم والعدوان كما أن الربا لعن فيه صلى الله عليه وسلم
أربعةً، لعن الآخذ والدافع والكاتب والشاهد فكذلك الرشوة لعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيها ثلاثة، الراشي وهو الذي يدفع الرشوة والمرتشي وهو الذي يأخذها
والرائش وهو الساعي والسمسار بينهما، أصبحت مصالح الناس وأعمالهم تباع، الوظائف
تباع لا يحصل أحدٌ على وظيفةٍ إلا بالرشوة إلا ما شاء الله لا إنسانٌ يهاب أو له
مكانة أما الضعيف المسكين فهذا لا تمشي مصالحه إلا بالرشوة عند الموظفين فهذا خطرٌ
عظيمٌ أصبح نقل الموظف أو الموظفة أو المدرس المضطر إلى النقل من مكانٍ إلى مكانٍ
أصبح يباع ولا أحد يحصل على النقل وهو مضطرٌ إليه إلا برشوةٍ محددةٍ تدفع كذا تحصل
لك وظيفة، تدفع كذا تنقلك إلى مكانٍ معينٍ حتى وصل الأمر إلى المنح، المنح: منح
الأراضي التي تصدر من الدولة إذا صدر الأمر يقولها له هؤلاء المجرمون: تدفع رشوةً
نمشي لك المعاملة ونضعها في أحسن مكانٍ، ما تدفع رشوةً فانتظر، وبالتالي قد لا
يحصل على شيءٍ أو يحصل على شيء لا ينفع هذا خطرٌ عظيمٌ ما فشا في مجتمع من
المجتمعات إلا حصل فيه الفساد تعطلت مصالح المسلمين ترفع السفهاء والفساق
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد