×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 وتذل أهل الحقوق وأهل الصلاح. واستمرؤوا الرشوة، أصبحت الآن الرشوة مستساغةً من أسهل شيء عندهم ولا يبالون في دفعها ولا يبالون في أخذها ولا يبالون في التوسط فيها بين الراشي والمرتشي وهذا ظلمٌ وسحتٌ وحرامٌ وشرٌّ وإجرامٌ حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم غاية التحذير؛ لما فيه من الأضرار وما فيه من الأخطار العظيمة فإن الإنسان إذا حصل على شيءٍ بسبب الرشوة قدم على غيره أو أعطي شيئًا وحرم الآخرون وهو لا يستحق هذا الشيء، فهذا غصبٌ وظلمٌ غصبٌ وظلمٌ وعدوانٌ لأنه مأخوذٌ بغير حقٍ فليتق الله هؤلاء الموظفون، ليتَّق الله هؤلاء المسؤولون، ليتَّق الله هؤلاء الأطباء، ليتَّق الله وكلاء الشركات الذين تبعثهم الشركات في مهام ثم يأخذون الرشوة من الطرف الثاني من أجل أن يسهلوا له مهمته ويشهدوا له بأن عمله صالحٌ وأن ما قام به على الوجه المطلوب، وهكذا كله كذبٌ كذبٌ لأجل تحصيل الرشوة ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذا أمرٌ خطيرٌ تساهل به الناس اليوم وأصبح مستساغًا وأصبح الناس لا يحصلون على مصالحهم إلا بأن يدفعوا الرشوة إلا إذا كان لهم شأنٌ أو هم شخصياتٌ فهؤلاء تمشي أمورهم على المطلوب وأما الضعفاء والمساكين والمجاهيل فهؤلاء لا تمشي أمورهم ولا تنتظم مصالحهم ولا تنهى معاملاتهم إلا بثمنٍ باهظٍ، فاتقوا الله -أيها الموظفون.. أيها المسؤولون- اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في مجتمعكم اتقوا الله في إخوانكم المسلمين لا تأكلوا الرشوة فإنها سحت، الله جل وعلا سماها بالسحت وسميت بالرشوة تشبيهًا لها بالرشا الذي يستخرج به الماء من البئر لأنها مثل الحبل مثل الرشا الذي يستخرج به الماء من البئر فكذلك يستخرج بها 


الشرح