وكذلك الظلم في الأعراض بالكلام السيئ والشتم والسب وأشد من ذلك التكفير
والتفسيق إذا قال لأخيه يا كافر يا فاسق يا عدو الله وهو ليس كذلك رجع كلامه عليه
رجع إثم كلامه عليه والعياذ بالله، فهذا من ظلم الأعراض وحقوق الناس لابد من
القصاص فيها لا تسقط المظالم التي للناس عليك إلا بأحد أمرين: إما أن يسمحوا عنها
إما أن يسمح المظلومون عن ظلاماتهم، وإما أن يقتص منك يوم القيامة لهم وترد عليهم
مظالمهم، وكذلك الظلم بين الزوجات، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ
زَوْجَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ
مَائِلٌ» ([1]).
وكذلك الظلم بين الأولاد بأن يعطي بعضهم من المال ويحرم بعضهم، قال صلى الله عليه وسلم: «فَاتَّقُوا اللهَ، وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ» ([2])، وكذلك الظلم ظلم الناس في أموالهم وذلك بأخذها بغير حق سواءٌ أخذها بالسرقة أو بالغصب أو بالنهب أو بالخديعة والمكر أو بالمعاملات المحرمة أو بالخصومات الفاجرة فإن أموال الناس محترمةٌ إلا من أباح الله دماءهم من الكفار والمرتدين وإلا فدماء المسلمين والمعاهدين دماؤهم وأعراضهم وأموالهم محترمةٌ لا يجوز الاعتداء عليها بحالٍ من الأحوال فبعض الناس إذا خاصم عند القاضي وكَذَب وزَور وحكم له القاضي يظن أن حكم القاضي يبيح له ما حكم له به وقد قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم سيد الحكام: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَرُبَّمَا يَكُونُ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي نَحْوَ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلاَ يَأْخُذْهُ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد