وكذلك ظلم الأُجَراء قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ أَنَا
خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَكَرَ مِنْهُم مَنْ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا
فَاسْتَوْفَى مِنْهُ الْعَمَلَ، وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ» ([1]) وقال: «أَعْطُوا الأَْجِيرَ أَجْرَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِفَّ
عَرَقُهُ» ([2]) وبعض الناس يستضعف الأجراء خصوصًا العمال المستقدمين فيجور عليهم ويظلمهم
وينقصهم حقوقهم ويماطل بها وهم فقراء مساكين مستضعفون لهم عوائل ينتظرون منهم
النفقة، فالواجب على المستقدم أن يوفيهم أجورهم عندما يؤدون العمل وألا يؤخر ولا
يماطل ولا يبخس منها شيئًا ويستغل ضعفهم ويهددهم بالتسفير أو يهددهم بالعقوبات وهم
ليس لهم ناصر إلا الله سبحانه وتعالى فاتقوا الله -عباد الله- وتذكَّروا المقام
بين يديه: ﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ
عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧ يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا ٢٨ لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ
وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا ٢٩} [الفرقان: 27- 29].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2114).
الصفحة 6 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد