إلى الاهتمام يحتاج إلى التفكير ولكن كثيرًا من
الآباء يريد أن يتخلص من الأولاد يروحون إلى أين يذهبون ما عليه يتخلص منهم
ويستريح منهم يذهبون مع من شاءوا وإلى ما شاءوا ويتخلص منهم ولا عليه منهم وقد
يوفِّر لهم الأموال التي يسافرون بها يوفِّر لهم السيارات الفارهة الجديدة وبعض
الآباء قد يكون فقيرًا فيستدين السيارة ويعطيها للأولاد فهو أعانهم على الضياع ولا
حول ولا قوة إلا بالله.
فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أنكم حملتم حملاً ثقيلاً مع أولادكم وأنكم
مسؤولون أمام الله عن هؤلاء الأولاد يوم القيامة. نعم قد يقول بعض الناس الصلاح
بيد الله نقول نعم. الصلاح بيد الله لكن الصلاح له أسباب فإذا بذلت الأسباب وقمت
بما تستطيع ولم يحصل لهم صلاح فأنت معذور أمام الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ
أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56] لكن أنت ما بذلت الأسباب ولا قمت بما
تستطيع فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى. فاتقوا الله -عباد الله- واعرفوا
مسؤوليتكم نحو أولادكم قبل أن يفوت الأوان ويفلت الزمام من أيديكم فتندمون في وقت
لا ينفعكم الندم، الطفل ما دام صغيرًا فبإمكانك أن توجهه لكن إذا كبر لن تستطيع
ثنيه ورده لأنك أهملته صغيرًا فعقك كبيرًا. يروى أن رجلاً جاء إلى بعض العلماء
فقال له: ابني يضربني قال له: ماذا كنت تعمل معه. قال: كنت أتركه مع الثيران ومع
البقر يسقي ويحرث الأرض، عمله مع الثيران ومع البقر قال: إذًا يظنك ثور فضربك مثل
ما يضرب الثور لأنك لم تربِّه وإنما تركته يعمل مع الثيران فظنك واحدًا منها.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب
الله...
***
الصفحة 3 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد