سفرتهم قد يهلكون بحادث من الحوادث وقد يصابون
في أبدانهم إصابة تمنعهم من الحراك بل ربما من الفكر والعقل فيتبصر المسلم في أمره
ولا ينساح مع الناس، عنده الأصول الثابتة وعنده الطريقة الصحيحة وعنده العادات
الجميلة إذا كان ولا بد أن يسافر فليكن سفره إما لعمرة وإما لزيارة المسجد النبوي
وإما لزيارة الأقارب والبلد مع الانضباط، أما هذه الأسفار التي انطلق الناس فيها من
غير رويَّة فعلى العاقل المسلم أن يتجنبها وأن يبتعد عنها.
فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن أوقاتكم محددة وأن أعمالكم معدودة وأنه
ليس لكم في آخرتكم إلا ما قدمتم في دنياكم فمن صلحت دنياه صلحت آخرته ومن فسدت
دنياه فسدت آخرته ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا
وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع
المسلمين.
***
الصفحة 5 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد