قال: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَِرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» ([1])، وقال: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُْمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2])، فيختار الزوجة الصالحة في دينها المعروفة بالصلاح والاستقامة لأنه يؤسس عليها أسرة ويقيم عليها بيتًا فلا بد أن تكون صالحةً ﴿فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ﴾ [النساء: 34] ﴿وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ﴾ [النور: 26] فينبغي العناية باختيار الزوجة الصالحة، وكذلك ينبغي العناية باختيار الزوج الصالح، قال: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ» ([3])، فلا تسأل عن ماله ولا تسأل عن حسبه وجاهه، ولكن اسأل عن دينه لأن الدين يجمع الخيرات كلها اسأل عن دينه وأمانته عن دينه ليكون مستقيمًا على دين الله وأمانته لأن الزوجة أمانة عنده ووديعة عنده فيحافظ عليها ويعاشرها بالمعروف. أما الذي ليس له دين أو دينه ضعيف فهذا لا يصلح لأن فساده ينتقل إلى الزوجة وإلى الأولاد فلا بد أن ينظر في الزوج الخاطب ولا يهم إلا الدين والأمانة حتى ولو كان فقيرًا لا ينظر إلى ماله، فإن الله وعد الفقير بأن يغنيه، قال سبحانه: ﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ٣٢ وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4802)، ومسلم رقم (1466).