×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٣} [النور: 32، 33]، كثيرًا ما تشكي النساء الآن من أزواج فاسدين لا يصلون يشربون المسكر يتعاطون المخدرات يسيئون إلى زوجاتهم يضربونهن والسبب في ذلك أن وليها لم ينظر في الزوج عند البداية وحتى لو كان صالحًا عند البداية ولكنه فسد بعد ذلك فلا تبقى الزوجة عنده فلا بد أن تسعى في طلب الفراق منه؛ لأنه سيؤثر عليها وعلى أولادها وسيظلمها وتكون الحياة معه منغصةً ومهددةً بالأخطار فيجب العناية بهذين الأمرين عند البداية اختيار الزوج الصالح واختيار الزوجة الصالحة فإن الصلاح في الزوجين سبب لخيرات كثيرة وفساد الزوجين أو أحدهما سبب لشرور كثيرة عليهما وعلى الجميع، كذلك لا ينبغي المغالاة في المهور التي تثقل على الأزواج وتكون سدًّا في طريق الزواج فالمقصود ليس المهر المقصود تحصيل الزوج الصالح والزوجة الصالحة وأما المهر فقلَّ أو كثر لا يهتم به قال صلى الله عليه وسلم: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤنَةً» ([1])، فعلى أولياء النساء أن يتساهلوا وييسروا المهور لأن هذا أدعى للوئام بين الزوجين أما إذا كُلِّف الزوج مهرًا كبيرًا واستدان بسبب ذلك فإنه سيحاسب المرأة على أدنى زلةٍ تحصل منها ويقول أنا أنفقت مالي أنا تحملت الديون وهذه تصرفاتك معي فيحاسبها عند أدنى زلة أما إذا جاءت ميسرة فإنه يتغاضى عنها كثيرًا فيكون هذا سببًا في الوئام والوفاق بين الزوجين، وكذلك مما يجب التنبيه عليه مسألة الحفلات بمناسبة الزواجات لا شك أن إقامة الوليمة وإعلان النكاح أمران مشروعان


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (25119)، والحاكم رقم (2732).