×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

ففيها أنواع من الظلم فشهادة الزور خطيرة فلا يُتساهل بها ولا يجوز للإنسان أن يشهد إلا بما يعلم قال جل وعلا: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [الزخرف: 86] يعني يعلمون ما شهدوا به وقال إخوة يوسف: ﴿وَمَا شَهِدۡنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا [يوسف: 81] فلا يجوز للإنسان أن يشهد بشيء لا يعلمه وإنما يحمله مساعدة المشهود لأن بعض الناس يعتبر الشهادة يعتبرها من المساعدة وانه إذا لم يشهد فإنه بخيل وإنه لا خير فيه وليس فيه حمية. لا تشهد لأحدٍ إلا وأنت على حق قل الحق ولو كان مرًا ﴿وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ [الأنعام: 152] فتقول الحق تشهد بالحق ولو كان على نفسك أو على والديك أو على أقرب الناس إليك ولا تحملك العداوة على أحد على أن تشهد عليه بغير حق فهذه شهادة الزور وهي من أعظم الجرائم ومن أكبر الكبائر نسأل الله العافية، ومن ذلك التزكيات بعض الناس إذا تقدم لطلب وظيفة أو لطلب أي شيء وطلبت منه التزكية يذهب إلى أصدقائه أو إلى أقاربه فيشهدون له أنه طيب وأنه مزكَّى، الأمر ليس كذلك أو لا تعرفه أيضًا وإنما تقول هذا من باب المساعدة ومن باب بذل المعروف فلا تزكي لا تزكي إلا من تعلم أنه محلٌّ للتزكية وأما من تجهل حاله فأنت في عافية لا تزكي أحدًا لأن هذه شهادةٌ يسمونها تزكية وهي شهادة تدخل في شهادة الزور فعلى المسلم أن يتقي الله في أقواله وأفعاله وتصرفاته ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١} [الأحزاب: 70، 71].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

***


الشرح