أنها مواسم للطاعة يغتنمها المسلم فإنها أيضًا
مكفرات لما بينهن مما يقع من الإنسان مما لم يصل إلى حد الكبائر، وهذا فضل من الله
على عباده فالصلوات الخمس عن خمسين صلاة إذا حافظ عليها المسلم فإن الحسنة بعشر
أمثالها، الصلاة الواحدة عن عشر صلوات والخمس عن خمسين صلاة، والجمعة إلى الجمعة
يكفِّر الله بها ما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام ورمضان إلى رمضان يكفر الله به
ما يأتي بين الرمضانين من الذنوب في سائر السنة ما لم تصل إلى حد الكبائر، أما
الكبائر فإنها لا تغفر إلا بالتوبة منها وقد يعفو الله عنها تكرمًا منه، قال
تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ
ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النساء: 48]، وأنتم الآن على أبواب موسمٍ عظيمٍ عليكم بعد أيام قليلة وهو وافد
كريم وضيف عظيمٌ ألا وهو شهر رمضان الذي قال الله جل وعلا فيه﴿شَهۡرُ
رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ
مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ
وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ
يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ
ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ
تَشۡكُرُونَ ١٨٥ وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ
فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ١٨٦} [البقرة: 185، 186] فذكر الله جل وعلا في الشهر أعمالاً عظيمة وقعت فيه،
قال تعالى: ﴿أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾لأن القرآن ابتدئ إنزاله على رسول الله صلى الله
عليه وسلم في ليلة القدر في شهر رمضان ثم تتابع نزول القرآن على الرسول صلى الله
عليه وسلم مدة رسالته في ثلاث وعشرين سنة فقوله تعالى﴿أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ أي ابتدئ فيه إنزال القرآن وهذا تشريف لهذا الشهر
وتخصيص له بين غيره من الشهور، فإنزال
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد