القرآن فيه يدل على فضله وشرفه ومكانته عند الله سبحانه وتعالى ولهذا يستحب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان لأنه أنزل فيه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان أقبل على تلاوة القرآن والعبادة وتفرغ من الأعمال لعبادة الله في هذا الشهر، وكان الصحابة والسلف الصالح أيضًا يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم فيخصون هذا الشهر بمزيد عبادة ويكثرون فيه من الأعمال، ومن أهمها تلاوة القرآن العظيم في هذا الشهر العظيم وكذلك خصه الله بأن جعل صيامه ركنًا من أركان الإسلام ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾جعل صيامه ركنًا من أركان الإسلام العظيمة فهذا تشريف وتعظيم لهذا الشهر وكذلك من فضائل هذا الشهر أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على قيامه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، فَلَيْلُهُ قيام ونهاره صيام وساعاته ذكر لله عز وجل وتلاوة للقرآن، فكله خير على المسلم إذا حفظه واعتنى به فكان السلف يخصون هذا الشهر ويفرحون بقدومه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشرهم بقدوم شهر رمضان من أجل أن ينتبهوا، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ»، «أَظَلَّكُمْ» يعني حلَّ عليكم ودخل عليكم «شَهْرٌ عَظِيمٌ» وصفه بالعظمة «مُبَارَكٌ» وصفه بالبركة لأنه مبارك في أوقاته وفي جميع ما يعمل فيه من الطاعات فإنه مبارك على المسلم «شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ» قال صلى الله عليه وسلم: «فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ» ([2])، فهذه فضائل ومزايا عظيمة لهذا الشهر العظيم، فالمسلم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد