يفرح بقدوم شهر رمضان ويسأل الله أن يكمله له
وأن يعينه على استغلاله في طاعة الله عز وجل، غَنيمة عظيمة في عمر المسلم يزيده
الله بها خيرات كثيرة ويكفر عنه سيئاته فهو موسم عظيم، فالمسلم يفرح بقدوم هذا
الشهر لأنه من رحمة الله والله جل وعلا يقول: ﴿قُلۡ
بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ
مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58] فالمسلم يفرح بمواسم الخير يفرح بها لأنها غنيمة ساقها الله له
ولأنها ذخر له عند الله سبحانه وتعالى فإن المسلم مع قصر عمره وما هو قادم عليه من
الأخطار والأهوال والأفزاع العظيمة يحتاج إلى استعداد، ولذلك أمدَّه الله جل وعلا
بهذه المواسم العظيمة التي يضاعف له فيها الحسنات ويكفِّر عنه فيها السيئات ويعينه
فيها على الطاعات، فهو موسم عظيم ونعمة كبرى تحل بهذه الأمة المحمدية وتتكرر عليها
كل سنة ولكن المسلم لا يدري هل يدرك رمضان في عام قادم أو أعوام قادمة أو لا يدركه
فعليه أن يبادر باغتنام هذا الشهر الذي بين يديه والذي مكَّنه الله منه أن يبادر
به فربما يكون خاتمة لحياته وربما يكون خاتمة لعمره فيختم له بخير فيسعد سعادة لا
يشقى بعدها أبدًا فاتقوا الله -عباد الله- وعظِّموا ما عظَّمه الله، قال الله جل
وعلا: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ
حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ﴾ [الحج: 30]، وقال جل وعلا: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ
شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 4 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد