إنَّ الأمم لها تاريخها والمسلمون لهم تاريخهم،
الأمم لهم تاريخهم الذي ليس فيه إلا الكفر والشرك والعناد ومحاربة الله ومحاربة
رسله، والمسلمون لهم تاريخهم المليء بالخير والمليء بالأمجاد، المشركون على اختلاف
مِلَلهم واختلاف أجناسهم يؤرِّخون بالتاريخ الشمسي المكوَّن من الشهور الشمسية،
والمسلمون يؤرخون بالتاريخ القمري، قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ
عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا
تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ} [لتوبة: 36] وقال
تعالى: {يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ َ} [البقرة: 189] فالمسلمون في عهد عمر رضي الله عنه لما أرادوا أن يضعوا لهم
تاريخًا يعرفون به آجال معاملاتهم وعقودهم لم يلتفتوا إلى تاريخ الكفار مع أنه
موجود، فجمع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سادات المهاجرين والأنصار
فاستشارهم في تاريخ يعتبرونه ويؤرخون به معاملاتهم وعقودهم، فاجمعوا على أن يكون
هذا التاريخ التاريخ الهجري المنسوب إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم هي أعظم حدثٍ في الإسلام بعد البعثة، فأرخ
المسلمون بالتاريخ الهجري.
وقصة الهجرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في مكة ومعه من أسلم ممن
منَّ الله عليهم بالهداية وكان المشركون يتطاولون عليهم ويؤذونهم ويضايقونهم وكان
الرسول صلى الله عليه وسلم محميًّا من أذى الكفار بعمه أبي طالب الذي كان يدافع
عنه ويمنعه من أذى قومه وكذلك بزوجته خديجة أم المؤمنين التي كانت تناصره وتؤيده
وتطمئنه منذ بعثه الله وهي معه يأوي إليها فتسري عن همومه وتجلي عنه أحزانه
وتواسيه بمالها ونفسها رضي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد