×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الله تعالى عنها وأرضاها، فمات أبو طالب وماتت خديجة في عام واحد فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بين المشركين يؤذونه ويتطاولون عليه وعلى أصحابه ولم يكن له من يؤويه ويناصره ويدفع عنه أذى قومه، خرج إلى الطائف يلتمس من يناصره من أهل الطائف فخذلوه أشد الخذلان فرجع صلى الله عليه وسلم من الطائف لم يظفر بما أراد ولم يتمكن من دخول مكة إلا بجوار المُطعِم بن عدي الذي حمل سيفه وحمل أولاده السيوف فأحاطوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ودخلوا به مكة وطاف بالبيت وهم يحرسونه فبقي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال في مكة فكان يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج يأتي إليهم في منازلهم في منى ويعرض عليهم الإسلام ويقرأ عليهم القرآن ويطلب منهم أن يحموه ليبلغ رسالة ربه فقدر الله جل وعلا أن لقي جماعة من الأوس والخزرج من أهل المدينة وكانوا على الشرك ولكن كان اليهود يجاورونهم في المدينة وإذا حصل بينهم وبين اليهود مشادةً فإن اليهود يتوعدونهم ويقولون سيبعث نبي في آخر الزمان وسنقاتلكم معه.. قال تعالى: {وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} [البقرة: 89].

فكان الأوس والخزرج في ذاك الوقت لا يُسَمَّون بالأنصار وإنما يسمون الأوس والخزرج فتأثروا بمقالة اليهود وخافوا من هذا الوعيد فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلهم عند جمرة العقبة وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله وطلب منهم النُّصرة قالوا إن هذا لهو النبي الذي تهددكم به اليهود فلا يسبقوكم إليه، فبايعوه على الإسلام ثم رجعوا من الحج إلى قومهم فدعوهم إلى الله فأسلم نفرٌ كثيرٌ وحجوا من العام الذي بعده أكثر ممن كانوا من قبل فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ثم رجعوا ودعوا 


الشرح